ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ، ﻭﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻛﻠﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻟﻤﺎ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ، ﻭﺃﺟﺎﺑﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺤﺪﻭﺩﻫﺎ . ﻓﻔﺴﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺄﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﺴﺘﺔ . ﻭﻓﺴﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪﻩ ﺍﻟﺨﻤﺲ . ﻭﻓﺴﺮ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑـ " ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮﺍﻩ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺍﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺍﻙ " ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﺑﻪ ﻇﺎﻫﺮًﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨًﺎ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ . ﻭﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ : ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﻘﻪ، ﺃﺻﻮﻟﻪ ﻭﻓﺮﻭﻋﻪ، ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ، ﻭﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ . ﻭﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ : ﺍﻟﺘﻔﻘﻪ ﺑﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻤﺎ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ : ﺗﻌﻠُّﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻬﺎ . ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺧﻴﺮًﺍ ﻓﻘَّﻬﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻭﻭﻓَّﻘﻪ ﻟﻬﺎ . ﻭﺩﻝّ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺑﻪ ﺧﻴﺮًﺍ، ﻟﺤﺮﻣﺎﻧﻪ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻝ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ، ﻭﺗﻜﺘﺴﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ . ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ : ﺑﻬﺠﺔ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﻭﻗﺮﺓ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺟﻮﺍﻣﻊ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻟﻠﺸﻴﺦ : ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ