ﻫﻞ ﺍﻟﻔﻦ ﺣﺮﺍﻡ ﺃﻡ ﺣﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﻗﺪﻡ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻨﻔﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﺎ 1 ـ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻰ ﻛﻞ ﺷﻰﺀ . ﻭﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ] : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ . (1) [ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻫﻮ ﻓﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺇﺑﺪﺍﻉ ﺟﻤﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻌﺎﺩﻳﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪﺃ ﺍﻷﺧﻼﻗﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻰ ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ ﻣﺘﺮﺗﺒًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﺮﺗﺒﻄًﺎ ﺑﻪ . ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻰ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺇﺯﺍﺀ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺇﺳﻼﻣﻰ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻯ ﻓﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﻘﻮﻝ : ﺣَﺴَﻨُﻪ ﺣﺴﻦ ﻭﻗﺒﻴﺤﻪ ﻗﺒﻴﺢ . ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﻳﻠﻔﺖ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﺳﻖ ﻭﺇﺑﺪﺍﻉ ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ ، ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻝ ﻭﺑﻬﺠﺔ ﻭﺳﺮﻭﺭ ﻟﻠﻨﺎﻇﺮﻳﻦ . (2) ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻔﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﻴﻼً . ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﺢ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﺢ ﻣﺎﺩﻯ ﻭﻣﻌﻨﻮﻯ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺮﻓﻀﻪ ﻭﻻ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ . 2 ـ ﻭﺗﺮﺗﻴﺒًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ، ﻭﺗﺮﻗﻴﻖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ، ﻭﺗﻬﺬﻳﺐ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ، ﻓﻼ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻴﻪ . ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺧﺎﻃﺐ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻨًّﺎ ﻫﺎﺩﻓًﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﺑﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻣﻬﺎ ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻨًّﺎ ، ﺑﻞ ﻳﺼﻴﺮ ﻧﻮﻋًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻡ ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﺽ . ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﻘﺮﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ . 3 ـ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺗﺤﻤﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺃﻟﺤﺎﻧًﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﻬﺬﺑﺔ ﻭﺃﻧﻐﺎﻣًﺎ ﺭﺍﻗﻴﺔ ، ﻭﺃﺻﻮﺍﺗًﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ، ﻓﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺮﻓﻀﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻷﺧﻼﻗﻰ ، ﺃﻯ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻔﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺑﺄﺣﺎﺳﻴﺴﻪ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧﻪ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻩ . ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﺪﺡ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺻﻮﺕ ﺃﺑﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻯ - ﻭﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﺟﻤﻴﻼً - ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻟﻸﺫﺍﻥ ﺃﺟﻤﻠﻬﻢ ﺻﻮﺗًﺎ . ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺪﻑ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﺮﺝ .ﻭﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﺩﺧﻞ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻟﺪﻳﻬﺎ ﺟﺎﺭﻳﺘﺎﻥ ﺗﻐﻨﻴﺎﻥ ﻭﺗﻀﺮﺑﺎﻥ ﺑﺎﻟﺪﻓﻮﻑ ﻓﺎﻋﺘﺮﺽ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﻓﺾ ﻣﺎ ﺃﺑﺪﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻗﺎﺋﻼً ] : ﺩﻋﻬﻤﺎ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﻴﺪ . (3) [ ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺻﻰ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻥ ﺗﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﻳﻐﻨﻰ ﻓﻰ ﺣﻔﻞ ﺯﻓﺎﻑ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻟﻬﺎ ﺯُﻓﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺮﻭﻳﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻟﻴﺴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻓﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺼﺤﺒﻬﻤﺎ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﻨﻜﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ . (4) 4 ـ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻗﺺ : ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ ﻳﻔﺮﻕ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻦ ﺭﻗﺺ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺭﻗﺺ ﺍﻟﺮﺟﻞ . ﻓﺎﻟﺮﻗﺼﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺆﺩﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﺜﻼً ﻻ ﺿﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﺳﻤﺢ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﻗﺼﻮﻥ ﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ . ﻭﺭﻗﺺ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻻ ﺣﺮﺝ ﻓﻴﻪ . ﺃﻣﺎ ﺭﻗﺼﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﺮﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺫﻳﺮ ﻛﺜﻴﺮﺓ . 5 ـ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺣﺮﺍﻣًﺎ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻓﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻷﺧﻼﻗﻰ ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﺣﺪ ﻣﺎ ﻟﻠﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ . ﻭﻻ ﺣﺮﺝ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺍﻟﺒﺮﺉ ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺢ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻻ ﺿﻴﺮ ﻓﻴﻪ ، ﺑﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻳﻤﺜﻞ ﻓﻰ ﺃﺣﻴﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ . 6 ـ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺤﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﺍﻟﻤﺠﺴﻤﺔ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﻰ ﺗﺤﺮﻳﻤﻬﺎ . ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻰ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺨﺸﻰ ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﺃﻭ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻗﺪﻳﻤًﺎ . ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺭﺩًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻧﻈﺮًﺍ ﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻮﻋﻰ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻼ ﺿﺮﺭ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﺣﺮﺝ ﻓﻴﻪ ﻻﻧﻌﺪﺍﻡ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ . ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺫﻳﺮ ﻓﻰ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ . ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ ﻳﺸﺮﻉ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻭﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ . ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﻓﻰ ﺑﻴﺌﺔ ﻗﺪ ﻳﻘﺒﻞ ﻓﻰ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼً ﻓﻰ ﻋﺼﺮ ﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻰ ﻋﺼﺮ ﺁﺧﺮ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪ . ــــــــــــ (1) ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ . (2) ﺍﻧﻈﺮ : ﺍﻟﺤﺠﺮ 16 : ، ﺍﻟﻨﺤﻞ 6 : ، ﻓﺼﻠﺖ .12 : (3) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ . (4) ﺭﺍﺟﻊ : ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻓﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺿﺎﻭﻯ ﺹ 291 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ـ ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ ، ﻗﻄﺮ 1978 ﻡ ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻰ : ﻣﺎﺋﺔ ﺳﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺝ 1 ﺹ 174 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ . ﺗﻘﺒﻞ