الحساب وهو إطلاع الله عباده على أعمالهم "إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم" الغاشية/25. ويكون بعد الشفاعة
ـ والمراد بالحساب أن الله تعالى يوقف عباده بين يديه ويعرفهم بأعمالهم التي عملوها وأقوالهم التي قالوها وما كانوا عليه في حياتهم الدنيا من إيمان وكفر واستقامة وانحراف.
ـ الأمم تجثوا على الركب عندما يدعى الناس للحساب
{وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعي إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون} (سورة الجاثية/27)
ـ قال الله تعالى:
{هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر وإلى الله ترجع الأمور} (سورة البقرة/210)
وهو مجيء الله تعالى ومجيء الملائكة، فهو موقف جليل.
ـ ويؤتي بالعباد الذين عقد الحق محكمته لمحاسبتهم ويقومون صفوفاً للعرض على رب العالمين ..
{وعرضوا على ربك صفاً} (سورة الكهف/48)
ـ الكفار يحاسبون لتوبيخهم وإقامة الحجة عليهم
{ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذي كنتم تزعمون} (سورة القصص/62)
والكفار يتفاوتون بالعذاب كل على حسب عمله. فالنار درجات بعضها تحت بعض، وكلما كان المرء أشد كفراً كلما كان أشد عذاباً.
ـ يقيم الله تعالى على الكافرين الشهود
{ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه} (سورة يونس/61)
فأعظم الشهداء عليهم هو ربهم وخالقهم كما أنه يشهد الناس عليهم وكذلك الأرض والأيام والليالي والمال والملائكة وأعضاء الإنسان كل ذلك من الشهود.
ـ يسأل الله العباد عما عملوه في دنياهم
{فوربك لنسئلنهم أجمعين ، عما كانوا يعملون } (سورة الحجر/92،93)
ويسأل العبد عن أربع: عمره وشبابه ماله وعلمه، ويسأل عن النعيم الذي تمتع به
{ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} (سورة التكاثر/
ويسأل عن العهود والسمع والبصر والفؤاد.
ـ والمؤمن يخلو الله به فيقرره بذنوبه حتى إذا رأى أنه هلك قال الله له: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، وأما الكافر والمنافق فينادي بهم على رؤوس الخلائق ويحاسبون أمام الناس.
ـ والحساب عام لجميع الناس إلا من استثناهم النبي وهم سبعون ألفاً منهم عكاشة بن محصن ـ رضي الله عنه ـ ومن صفاتهم هم الذين لا يسترقون ولا يكتمون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون.
ـ أول أمة تحاسب أمة محمد عليه السلام فنحن آخر الأمم وأول من نحاسب.
ـ وأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله الصلاة، وأول ما يقضي بين الناس في الدماء.
ـ في ختام مشهد الحساب يعطي كل عبد كتابه المشتمل على سجل كامل لأعماله التي عملها في الحياة الدنيا.
ـ والكتاب هو: الصحيفة التي أحصيت فيها الأعمال التي كتبها الملائكة على العامل
{فأما من أوتي كتابه بيمينه ، فسوف يحاسب حساباً يسيراً ، وينقلب إلى أهله مسروراً ، وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ، فسوف يدعو ثبوراً ، ويصلى سعيراً } (سورة الانشقاق/7ـ12)
طريقة استلام الكتب
1. المؤمن: يستلم كتابه بيمينه من أمامه وإذا اطلع عليه سر واستبشر. قال تعالى واصفاً حال المؤمن:
{فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هآؤم اقرؤا كتابيه ، إني ظننت أني ملقٍ حسابيه، فهو في عيشة راضية ، في جنة عالية ، قطوفها دانية ،كلوا وأشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية} (سورة الحاقة/ 19ـ24)
2. الكافر والمنافق: يستلمون كتبهم بشمائلهم من وراء ظهورهم ثم يدعون بالويل والثبور. قال تعالى واصفاً حالهم:
{وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه، ولم أدر ما حسابيه ، يا ليتها كانت القاضية ، ما أغنى عني مالية ، هلك عني سلطانية ، خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلوه} (سورة الحاقة/25ـ31)
الموقف رهيب
عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي "هل تذكرون أهليكم؟ قال: أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحداً:
1) عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل.
2) عند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله أو وراء ظهره.
3) وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوز" رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح على شرطهما
عندما يعطي العباد كتبهم يقال لهم:
{هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} (سورة الجاثية/29)
ــــــــــــــــــــــــــ
مدير عام الموقع
الشيخ ابو مهند